إنصرفت مشيئة الله ( سبحانه و تعالى ) إلى خلق الله آدم (
عليه و على رسولنا الصلاة و السلام ) أبو اليشر ليكون أب لحياة جديدة ...
لعالم جديد , ليكون و زوجته و ذريته من بعده إلى أن يشاء الله ( سبحانه و
تعالى ) خلفاء لله لييعبدوه و يحققوا إرادته ( سبحانه و تعالى ) في الأرض
و هو المنزه عن أن يكون في الحاجة إلينا. قال تعالى :
( إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) 30 البقرة
و عندما أسكن الله ( سبحانه و تعالى ) آدم الجنة كان قد تفقه و علم يأسماء الأشياء ... قال تعالى يا آدم أنبئهم بأسمائهم
) 33 البقرة كان آدم قد علم أسماء كل شئ بإذن الله , و كان يثحدث مع
الملائكة , و لكن الملائكة كانوا مشغولين عنه بعبادة الله , و لهذا شعر
آدم بوحدة كادت أن تقتلة ( يقول أحد علماء النفس أن الشعور بالوحدة و
الإنعزال قد يؤدي بالتدريج إلى الموت !! ) و تمنى آدم لو أن يجد حواء ...
نعم !! قد زهد آدم في الجنة ما دامت الوحدة القاتلة شرط من شروطها , و رغب
في حواء ما دامت تملك سر إستمرار حياته ...
من وحدتة خلد ذات يوم إلى النوم و عندما إستيقظ و جد عند
رأسه امرأة تحدق في عينيه بعينبن سوداء شديدة الجمال مليئتين بالرحمة و
الحب و الوداعة .. كان آدم لا يعرف من الجمال إلا ذلك الذي يكمن في الجنة
بأشجارها و أنهارها و لم ير من قبل جمال يكمن في إنسان فقام آدم فزعا و هو
ينظر إلى حواء قائلا: تبارك الله أحسن الخالقين. شعر آدم بفرحة عارمة
تختلج قلبة و دار بينهما هذا الحوار:قال: من أين جئت ... ؟
قالت: جئت من نفسك.
قال لها: من أين خلقك الله ؟
قالت: من صدرك .. من ضلعك .. لأكون في قلبك .. من هنا من
تحت يديك .. لأكون سكنا و سندا لك و أكون طوعك .. خلقني الله منك و أنت
نائم .. ألا تريد أن تستعيدني إليك و أنت مستيقظ ؟
فضمها آدم إلى صدره .. و حمد الله كثيرا إذ أنه كاد أن
يقتل من و حدته وقال: الحمد لله رب العالمين .. الحمد لله على زوجة سكنا و
رحمة و جمالا...
و كانت الملائكة مهالين من المشهد فسألوا آدم عن إسم زوجتة
فقال لهم: سميتها حواء فقد خلقت مني حيا و إذ كنت وحيدا مستسلما لقتل
الوحدة فبخلقها أعيدت الحياة إلي !!
وحينها أصدر أمر الله ( سبحانه و تعالى ) أن أسكن أنت و زوجك الجنة و كلا منها رغدا ) 35 البقرة
فلم يتحقق دوام سكن آدم الجنة إلا بعد خلق حواء و كأن الله
يريد أن يتم نعمته على عبده آدم و سكن آدم و زوجتة نعيم الجنة إلى أن شاء
الله نزولهما الأرض ليتموا المهمة معا فبدون حواء ما كان لآدم أن يتم مهمة
الله أبدا...فهل علمتم يا رجال قدر زوجاتكم ؟ ..
و هل علمتم أن حواء سر حياتكم ؟..
فهلا نطبق كلام رسولنا الكريم محمد ( عليه أفضل الصلاوات و أتم التسليمات ) إذ يقول: ( إستوصوا بالنساء خيرا ) و لا تنسوا و صيتة بالنساء في حجة الوداع .. فهن زوجاتنا و أخواتنا و أمهاتنا و سر وجودنا...